عبدالرحمان كزول

دكتور مهندس، مدير و مؤسس تخت التراث للموشحات

27
Followers
3
Following
6
Spaces
About this user

عبدالرحمان

كزول

دكتور مهندس، مدير و مؤسس تخت التراث للموشحات

Paris

France

تعودت في حفلات تخت التراث ان أكتب عن الفرقة و إبداعها، لكن احببت هذه المرة ان اعرف بمن كان وراء ميلاد تخت التراث... كتب هذا النص من سنة، فكان لا بد أن يرى النور... أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم. عبد الرحمان كزول وتجربة تخت التراث عبد الرحمان كزول من مواليد مدينة بني ملال الأطلسية بالمغرب عرف بحدة ذكائه وقوة حسه، اشتهر منذ بداياته الأولى، بميوله للأبداع المسرحي على خشبة مدرسته بمسرحية يوسف. حظي هذا العرض بإقبال كبير نظرا لجودة الأداء والصدق في الإلقاء رغم صغر سنه. تعد مسرحية يوسف اللبنة الأولي التي حددت مساره الفني فيما بعد، في حقبة تاريخية عرفت بقله الإمكانيات وان لم نقل انعدامها بشكل تام. بحيث لم يكن من وسائل الترفيه غير التلفزيون، باللونين الأبيض والأسود إذا وجد، وان لم يوجد اجتمع الأصدقاء عند أحد الجيران لمشاهدة مسرحية او سهرة نهاية الأسبوع... تعددت مواهب الطفل وهو لا يزال في التعليم الابتدائي فمن المسرح الى التجويد مما اكسبه شهرة كبيرة وسط أصدقائه ومدرسيه اتضح ذلك أكثر عندما طلب أحد الأستاذ من تلاميذه تجويد القرآن فشده صوت عبد الرحمان دون غيره، بشدوه السليم والقوي معا رغم جهله بكل قواعد التجويد وما كاد ينتهي حتى طلب منه ان يعيد. وعليه ستشهد مدينة بني ملال بوادر ميلاد نجم قد يسطع نوره عاليا إذا وجد التأطير والاهتمام لكن للأسف الشديد شأنه شأن كل المواهب الضائعة التي لم تمد لها يد العون غير أن عبد الرحمان من فصيلة ناذره استمر الي جانب عمله الدراسي بامتياز في صقل موهبته حبا في تجويد القران الكريم وحتى بلوغه سن الرشد ومن الطرائف الجميلة في حياة عبد الرحمان كزول أنه في يوم من الأيام وهو متجه الى مدرسته التي كانت تبعد بكثير عن مسكنه، طلق العنان لصوته بالتجويد كعادته فإذا به فوجئ بصبيي صغير يمشي بجانبه فتوقف ليسأله عما يفعل هنا؟ رد عليه الصبي يعجبني كثيرا ما تردد فأخده من يده ورده الى حيه حتى لا يضيع في الطريق، ثم عاود الى مدرسته وتجويده كما تعود. بين التجويد وعبد الرحمان كزول قصة حب نمت وكبرت معه، تشهد بها وعليها مدرسته وأصدقاء فصله. وكم من مرة وجد أمام السبورة لوحده لتكملة تمارينه في أوقات فراغه ودون سابق انذار، فاذا به يجلجل بصوته تجويدا عذبا، التفت حوله تلاميذ المدرسة بأكملها. عبد الرحمان كزول والتجويد قصة عشق لا تنتهي بحيث طلب يوما وبكل شجاعة من إمام مسجد مدينته ان يفسح له المجال للتجويد يوم الجمعة، وافق الإمام الذي لم يكن حاضرا يومها، وفعلا أبدع عبد الرحمان، وكان من بين المنصتين لترتيله السيد الوالد، الذي لم يكن يعلم أن إبنه خلف الإمام اليوم فسعد بهذا الحدث الذي هو في الحقيقة مفخرة لكل والد. لكن كما نعلم، وهذه سنة الله في خلقه، هناك من لم تعجبه القراءة، وهناك من عاب على الإمام منح هذه المساحة البسيطة لشاب في مقتبل العمر وغيره من الملاحظات العقيمة... لكن هذا لم ولن يحبط الإبن النجيب الذي واصل موهبته في الحفلات العائلية، رفقة الأصدقاء والاقرباء... ومن الشخصيات الكبيرة التي تأثر بها آنذاك الشيخ عبد الصمد عبد الباسط، والشيخ يوسف البهتيمي. ولهذا الأخير اثرا بالغا عليه في نمو بذرة التجويد التي زرعها الله بداخله في سن مبكرة. وهكذا أصبح عبد الرحمان أينما حل ردد مقاطع قرآنية قوية تهتز لها القاعة وتقشعر لها الأبدان. وبالتالي لم يسلم أي مكان من ترتيل عبد الرحمان فحتى الحمام الجماعي للإغتسال كان له حظه في القراءة والترتيل. وظل مواظبا، مواصلا في طريقه الي ان حصل على شهادة الباكالوريا ثم الرحيل الى فرنسا بغية استكمال دراسته محملا بحقائب مواهبه المتعددة، التي كبرت معه واخذت اتجاها فنيا آخر طغت عليه الأغنية التقدمية المناهضة للنظام...مما ادى الى ميلاد فرقة الأمل التي داع صيتها بين الطلبة. وتعددت المحطات في مسيرة عبد الرحمان الحافلة بالإنجازات رغم اكراهات العمل الكثيرة، وكانت أهمها المحطة الباريسية التي ستفتح له بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الالكترونيات أبوابا أخرى كدراسة الموسيقى وبالخصوص القانون على يد الأستاذ عماد مرقص سليل عائلة الموشحات. ومن اهم اللقائات التي غيرا حياته وكان لها دورا كبيرا في صنع فنان كامل، متكامل على مستوى الفني والإداري هو لقاء السيد نداء ابومراد، وهو طبيب لبناني اعتزل التطبيب ليهب نفسه للطرب، كدواء للأرواح والقلوب فهو طبيب الطرب الذي لازم عبد الرحمان كظله ليشرب من نبعه أشهى واطيب الفنون الى ان فارقه واستقر في لبنان لأسباب عائلية خاصة به... تعرف بعد هذه الفترة على هرم الايقاع العربي الاستاذ عادل شمس الدين، العواد فاضل مسعودي ثم الفنان سفيان نقرى، و الناياتي إدوار و عازفة القانون السيدة سميحة بن سعيد. احيوا عيد ميلا الستين للبي بي سي بلندن، كان بثا مباشرا على امواج الإذاعة نال إعجاب العالم مما دعى مهرجان الموسيقى العربية بالقدس لإستضافتهم في نسخته الرابعة. تغيرت بعض العناصر في المجموعة و إلتحق بهم على القانون عماد بن عمار، على الكمان سالم بنوني و على الطبلة يحيى نجم الدين. بدأ مشوار هذا التخت العربي بمهرجان الموسيقى الروحية بفاس و محطات اخرى بالعالم. و في سنة 2005، قرر الدكتور عبدالرحمان كزول إنشاء كورال للموشحات بباريس، إلتحق بها شبان و شابات من انحاء العالم العربي و من كل الديانات لتغني السلام و تحيي التراث العربي الاصيل. في هذه الفترة إلتحق بالتخت الفنان ميلودي بن سليمان على الدف و الحوسين إدبوهوش على العود، و سميح سويسي عل التشيلو و فواز باقر على الكونترباس كانت لديهم حفلتين بالسنة في معهد العالم العربي، شارك معهم فيها الفنان السوري حمام خيري و عمر سرميني، محمد ثروت بدر رامي محمد علي الشيخ سعيد حافظ ابو الحسن سارا الهاني سعد رمضان جاهدة وهبي كارلا راميا عرفت هذه الفترة بداية تجربة التلحين فلحن استغفر الله و دور ردي على المشتاق التي اداها الفنان حمام خيري و بدر رامي بمعهد العالم العربي بباريس و لمن له إنشق القمر التي اداها الشيخ سعيد حافظ بمعهد العالم العربي بباريس و اغاني دينية كفي هوى خير العباد جميعا لذكر الله اشرقت شمس التهاني وفي سنة 2018 انشأ الدكتور عبدالرحمان كزول مهرجان الفنون و الموسيقى الروحية بباريس. عُرِف هذا المهراجان بليلة الترتيل التي تجتمع فيها الديانات السماوية التلاث حول السلام و التآخي تحت شعار لكم دينكم و لي ديني و لاول مرة يرفع الآذان بالكنيسة مع الفنان و المنشد احمد نشأت و في عصر الكورونا، لم يعرف هذا الفنان إنقطاعا عن الساحة الفنية، بل انشأ منتدى مجمع الفن العربي، موقعا يسعى من خلاله الحفاظ على التراث العربي، و إنشاء محاضرات إفتراضية في مواضيع شتى منها الخط العربي، الشعر و الموسيقى